يُعد طحن القهوة عنصرًا جوهريًا في عملية تحضير القهوة، ويُعتبر من العوامل الحاسمة التي تحدد جودة الطعم النهائي للمشروب، ويؤثر حجم الطحن على سرعة استخلاص المكونات الذائبة من حبوب البن، ما يعني أن أي انحراف في حجم الجزيئات يمكن أن يغير النكهة بشكل ملحوظ، سواء نحو المرارة أو الحموضة أو التوازن المثالي.

طحن القهوة: كيف يؤثر على النكهة؟
يُعد التحكم في حجم الطحن والتناسق بين جزيئاته عاملاً بالغ الأهمية في الحصول على كوب قهوة متوازن ومثالي. تختلف درجة الطحن حسب طريقة التحضير، ويؤدي أي خلل في الطحن إلى تحولات واضحة في النكهة، ما يجعل من اختيار مطحنة مناسبة ومعايرتها بدقة خطوة لا غنى عنها في عالم القهوة المختصة.
العلاقة بين حجم الطحن والاستخلاص
تعتمد عملية الاستخلاص على مرور الماء عبر البن المطحون لإذابة المركبات القابلة للذوبان. عندما يكون الطحن ناعمًا جدًا، فإن مساحة السطح المعرضة للماء تزداد، ما يؤدي إلى استخلاص أسرع وأكثر كثافة. في هذه الحالة، قد تزداد مرارة القهوة نتيجة استخلاص مركبات مرة مثل “التانينات” والزيوت الثقيلة.
أما في حالة الطحن الخشن، فيحدث العكس: تقل مساحة السطح، ويُصبح مرور الماء أبطأ وأقل فعالية، مما يؤدي إلى استخلاص ناقص، يُترجم إلى نكهات باهتة أو حمضية بشكل مفرط.
دور الطحن المناسب لكل طريقة تحضير
تختلف درجة الطحن المثالية حسب طريقة التحضير المستخدمة. على سبيل المثال:
- الإسبريسو يتطلب طحنًا ناعمًا جدًا، لأنه يُحضَّر تحت ضغط عالٍ في وقت قصير.
- الفرنش برس يتطلب طحنًا خشنًا، حيث تعتمد على النقع الطويل دون ضغط.
- V60 أو الكيمكس تحتاج إلى طحن متوسط إلى متوسط ناعم، يسمح باستخلاص متوازن خلال وقت تقطير ثابت.
التوزيع المتساوي لحجم الجزيئات
لا يقتصر تأثير الطحن على حجم الجزيئات فقط، بل يشمل أيضًا تجانسها، الطحن غير المتجانس، أي عندما تكون هناك جزيئات ناعمة جدًا وأخرى خشنة داخل نفس الكمية، يؤدي إلى استخلاص غير متوازن. النتيجة غالبًا ما تكون مزيجًا غير مرغوب فيه من المرارة والحموضة.
Add comment